1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
تم الرد عليه ديسمبر 20، 2020 بواسطة (3.0m نقاط)
 
أفضل إجابة

شرح نص ان الخرق شؤم

الشّرح
شرح الأستاذ: جلال البحري
الموضوع:
تغنّي الشّاعر بصفات الحبيبة الخارقة للمألوف و تبريره لجفائها و قسوتها
المقاطع:
حسب معيار المضمون
1- من البيت 1...البيت 4: تغنّي الشّاعر بحبيبته
2- البقيّة: الشكوى و العتاب و التبرير
المقطع الأوّل: تغنّي الشّاعر بحبيبته
هل / أ: استفهام --- الحيرة + التعجّب
الشّمس تعتاد الكلل / البدر يجتاب الحلل / قضيب البان يعنيه الهوى / غزال القفر يصبيه الغزل: استعارة
ينبني المقطع الأوّل على أسلوبين هما الأسلوب الإنشائي و الأسلوب الخبري، و قد خضعا لتوازن فريد سيّج بناء هذه القصيدة، فكان توازنا كميّا ( بيتان للإنشاء و بيتان للخبر ) و تركيبيّا ( صدر البيت الأوّل: جملة فعليّة مركّبة / عجز البيت الأوّل: جملة فعليّة مركّبة ) و معجميّا ( الشمس/ القضيب // قضيب البان/ غزال القفر // مشرب الصفحة / مشبع الوجنة ) ساهم في إضفاء غنائيّة خاصّة على القصيدة و انسجم مع ذلك التناسق و التوازن و التركيب الذي بُنيت عليه صورة الحبيبة. فالشّاعر في بداية المقطع يبدو حائرا و متعجّبا من بهاء هذه الصّورة التّي تختصّ بها الحبيبة، و قد استعمل الاستفهام للدّلالة على ذلك.
إنّنا في لحظة انبهار و انخطاف و صدمة توارى فيها منطق العقل بعيدا، و اجتاح المجاز بما فيه من تخييل عالم القصيدة اجتياحا، فكانت الاستعارة توحيدا بين عوالم مُتباعدة عمّقت التغريب و أوصلته إلى عوالم الخارق و غير المألوف. فكانت الحبيبة قطبا تدور حوله الأكوان و تغذّيه بما احتوته من عناصر جمال و بهاء و حُسن. فها هما الشّمس و القمر بنورهما السّاطع و الخافت يُستعاران للتأكيد على نورانيّة الحبيبة و اختزالها لمعاني العلوّ و السموّ و الرّفعة و الهداية و مغالبة الزّمن، و ها هو قضيب البان بارتفاعه و بساقته يُستعار للتأكيد على معاني طول القوام و رشاقته، و ها هو غزال القفر بسرعته و خفّته يُستعار للتأكيد على معاني الرشاقة و الخفّة.
إنّ هذه الاستعارات تتأتّى من عالمين متناقضين ظاهريّا: عالم السّماء ( الشّمس / القمر ) و عالم الأرض ( قضيب البان / غزال القفر ) كما أنّ هذا التناقض يظهر أيضا في عناصر هذين العالمين ( الشمس = النّهار // البدر = اللّيل ) ( قضيب البان = نبات // غزال القفر = حيوان )
و هو ما يُعمّق من غرابة هذه الحبيبة التّي ابتناها هذا المشهد الشعريّ.
هذا المشهد بناه الشّاعر من الأضداد ( من المفروض أن يكون قبيحا و بشعا هنا )
و لكنّ براعة الشّاعر تكمن في طريقة تنضيد ( التَّأْلِيفُ بَيْنَهَا ) هذه المتناقضات. التشخيص ( أو الاستعارة ) لعب دورا مركزيّا في عمليّة التنضيد هذه، فأصبحت المرأة الحبيبة خيطا ناظما و موحّدا لهذه المتناقضات، و هو ما أكسبها جمالا مفارقا يستعصي على النّاظر المُتسرّع
إنّها حبيبة عابرة للزّمان و المكان، فهي تلك المرأة الأنموذج التّي لا يوجد لها مثيل و لا نظير.
الشّعر هنا يقوم بدور الوظيفة التأسيسيّة، فهو قد أسّس صورة مفارقة لهذه الحبيبة بعد أن قام بأسطرتها، أي جعلها أسطورة قادمة من زمن سحيق كانت فيه عناصر العالم و مكوّناته مُتناسقة و مُتناغمة.
احتفل: استعارة
مشرب / مشبع: جناس
إنّنا أمام تحشيد لعناصر الجمال في هذه الصّورة المفارقة التّي اختزنت الجمال كلّه، بل هي فاقت الجمال جمالا و البهاء بهاء، و هو ما جعل هذا الحسن يحتفل بهذا الجمال المطلق الذّي لا يُمكن وصفه و لا حدّه. و كأنّ الجمال أصبح يستمدّ معناه و هويّته من هذه المرأة الخارقة.
يلحّ الشّاعر على معنى الإشراق: الوجه مشرق حسنا و بهاء
هذا الجمال يزداد بهاء بسمة الخجل التّي تتميّز بها الحبيبة، و كأنّنا أمام جمالين: جمال ماديّ + جمال معنويّ.
إنّ هذه الصّورة التّي يبتنيها النصّ الشّعريّ تشي بتطوّر الصّنعة الفنيّة في غزليّة شعراء الأندلس، فابن زيدون استطاع عن طريق هذه الاستعارات العجيبة و الغريبة و عن طريق هذه الموازنات و المقابلات و المتشابهات أن يرسم صورة جديدة للحبيبة لم نعهدها في الغزل العربيّ من قبل.
التجديد هنا إذن هو تجديد في طرائق إخراج الصّورة الشعريّة و في الارتقاء باللّغة من دون تكلّف أو تعقيد
المقطع الثّاني: الشكوى و العتاب و التبرير
مَن: اسم استفهام ( العاقل )
ما: اسم استفهام ( غير العاقل )
أ: حرف استفهام
استفهام يخرج عن معناه الأصلي ليفيد الحيرة
( يا ) أيّها:نداء + تنبيه
خل: أمر
ليت شعري: التمنّي
استفهام + نداء + أمر + التمنّي: أسلوب إنشائي
إن: شرط: تراكيب شرطيّة تلازميّة
قاتل: اسم فاعل
قاتل / السمّ: معجم الموت و الفناء
المختال: المتبختر / المغرور
عذر واضح: مركّب نعتي
كلّ: الإحاطة و الشمول

اسئلة متعلقة

1 شخص معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 233 مشاهدات
...